“من حلم الى حقيقة ، لذلك طعم النجاح لا يحدده العُمر”.
لم تكن صفية أبوزر التي تبلغ من العمر 46 عاماً تعلم بأنها ستصبح امرأة ريادية لديها عملها الخاص ووجهة سياحة لكثير من زوار محافظة مادبا .
صفية هي أم لثلاثة أبناء تعيش مع زوجها واولادها في مادبا، كانت دائماً تراود صفية أفكاراً بمساعدة أسرتها خاصة وانها منذ الصغر تتميز بسرعتها البديهية بالإضافة لحسها الفني. لم تقف فكرة صفية بمساعدتها لأسرتها، بل بقيت تراودها الى أن رأت زوجها يوماً ما بإحضاره هدية لها وهي عبارة عن زجاجة مرسومة بالرمل واخبرها حينها بأنه هو من قام برسمها، تعجبت صفية للأمر حيث لم تعلم بأن زوجها خلال عمله بمدينة وادي رم تعلّم مهنة الرسم على الرمل، حيث أن سكان المنطقة هناك يعملون بالمهنة بشكل محترف خاصةً وأنها منطقة سياحية.
اقترحت صفية على زوجها بأن يخصص لها وقت لكي يعلمها مهنة الرسم على الرمل ،وبكل سرور وافق زوجها على ذلك وقدم لها الدعم الكبير لاكمال حلقة نجاح عملها.
وبالفعل، بعد ما تعلمت صفية من زوجها مهنة كيفية رسم الرمل في الزجاج بأحجام وأشكال مختلفة لذلك باشرت صفية تلك المهنة خلال العمل في المنزل، فقد بدأت بتشكيل عينات من رسم الرمل في الزجاج وعرضها على الاقارب والمعارف، ومع مرور الوقت من خلال ممارستها المتواصلة للرسم على الرمل اصبح لدى صفية القدرة على الرسم بأشكال وألوان مختلفة بأسعار رمزية.
طموح صفية لن يتوقف فقد استمرت في التخطيط لبناء المشروع الخاص بها للأفضل وبالفعل من خلال ارادتها ، عزيمتها وإصرارها تمكنت من فتح محل صغير ملائم لعملها في محافظة مادبا.
بيوم من الأيام من عام 2017 ، حصلت صفية على بروشور من احدى موظفي فينكا ولن تتردد بالتوجه الى فينكا وخاصة وأن مشروعها كان بحاجة لدعم وتمويل ، وبالفعل قدمت فينكا وكادرها المساعدة لها من خلال الموافقة لمنحها بمبلغ بمئة واثنين دولار.
أصبح لدى صفية محل خاص بها بإسم “مشغل نضال لتعبئة الرمل” ، ولن تكتفي صفية فقط بتعبئة الرمل في الزجاج لذلك فضلت بإستغلال موقع عملها لأنه متواجد في منطقة سياحية حيث أضافت على عملها شيء مبتكر ومختلف وهي عمل الدمى بقماش التراث البدوي لبيع السياح بعدد أكبر. واستمرت صفية بكامل سعادتها وابتسامتها على الإصرار وتوصيل موهبتها لناس من خلال تفاعلها مع المجتمع المحلي بمشاركتها في عدة معارض وبازارات مختلفه لعرض أعمالها وبيعها.
أثنت صفية عن مدى شكرها لفينكا ولموظفيها بتقديم أفضل ما لديهم من المعاملة الجيدة لها و لدعم مشروعها بشكل ايجابي.
وأخيراً وليس آخراً، ” النجاح أصبح أساس حياتي، ولن أتوقف “،هذا ما قالته صفية . كما أضافت بأنها فخوره بنفسها كثيراً لأنها أصبحت أول امرأة تبدأ بمشروع خاص بها في منطقتها و لن تتوقف هنا بل ستعمل على تطوير محلها للأفضل .